اضاحي العيد تفتح ملف الثروة الحيوانية في العراق
مطالبات بدعم أسعار العلف الحيواني وفرض الرقابة
تقرير: دعاء القريشي
شبكة النبأ: شهدت سوق بيع الأغنام والأبقار في محافظة الديوانية، تزامنا مع نحر الأضاحي خلال عيد الأضحى، إقبالا متزايدا من المواطنين، مسجلين علامات استفهامهم أمام ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
وبحسب عدد من المواطنين، قالوا إن هناك فرقا كبيرا بين أسعار الأضاحي هذا العام والأعوام السابقة، إذ شهد هذا العام غلاء واضحا، مسجلا أعلى نسبة في أسعار الأضاحي في سوق الديوانية.
وذكر المواطن بشير عباس/ موظف حكومي، انه تفاجئ بارتفاع أسعار الأضاحي عندما قصد منطقة "الوقفة الجديدة" شرق الديوانية لشراء الأضحية عن أسعار العام الماضي.
وقال إن معدل ارتفاع الأسعار يتراوح بين 50 -100 الف دينار لكل رأس غنم، موضحا أن الأسعار بالمعدل تتراوح مابين 250 – 400 الف دينار بالنسبة للخروف الواحد بحسب وزنه وعمره ونوعيته، وأشار إلى تجاوز تلك النسبة مع حلول عيد الأضحى.
وتشكو المواطنة أم مصطفى الطائي/ ربة بيت، قصدت منطقة بيع الأغنام في الديوانية، لشراء أضحية عن والدتها، إضافة الى ارتفاع أسعار الأضاحي تزامنا مع عيد الأضحى، فأنها تشكو محاولة بعض الباعة التدليس في بيع الأغنام.
وقالت إن عددا من بائعي الأغنام يحاولون غشي في كل مرة ابتاع فيها خروفا، اذ يؤكدون لي ان الخروف بعمر معين وانه خال من الأمراض وما شابه، لكني وبعد شرائي الخروف اكتشف من خلال القصاب الذي يقوم بذبحه وسلخه، انه مريض او بعمر مختلف لا يتناسب مع سعره الذي اشتريته به.
ودعت الطائي الى تكثيف الرقابة الاقتصادية على بيع الأغنام او المواشي في "الوقفة" الخاصة ببيعها، وكذلك التشديد على الذبح في أماكن خاضعة للرقابة البيطرية والصحية، لضمان صحة المواطن ومنع الغش.
فيما يؤكد محمد جواد/39 عاما، الذي امتهن تجارة بيع الأغنام والمواشي منذ تسع سنوات، ان نسبة الارباح المرجوة او التي يحصل عليها من بيع الاغنام زهيدة جدا لا تتعدى حتى الـ 15 الف دينار، وقد لا يتمكن في بعض احسن حالاته من بيع اكثر من خروفين في اليوم واحد، وهذا معناه ان خلاصة ربحه في يومه لا تتجاوز الـ 30 الف دينار.
وأضاف جواد: لعل بعض من يسمع كلامي سيقول إن 30 ألف دينار يوميا، وهو معدل ربحي من هذه التجارة، مبلغا كبيرا، إذ أن معدل دخلي شهريا هو 900 ألف دينار، مستدركا لكن هذا البعض لم ينتبه إلى أننا نتكبد أحيانا خسارة صرف علف الأغنام والمواشي فيما لو لم تباع في يومها، وكذلك صرف العلاج ومراجعة الطبيب المختص فيما لو تعرضت إلى وعكة صحية، أو قد نخسر عددا منها في حال أنها نفقت، فكم هو حجم الخسارة التي سأتكبدها في مثل هذه الحالة.
ودعا جواد جميع الجهات المعنية وخاصة وزارة الزراعة والمنظمات المعنية بالقطاع الاقتصادي، إلى دعم قطاع التربية الحيوانية، لدورها الكبير في دعم هذا القطاع بشكل عام وهذا ما يصب في مصلحة الحكومة والشعب على حد سواء.
وأكد انه كلما وجد مربي الأغنام دعما لقطاع التربية الحيوانية، كلما زاد الإقبال على ذلك، وهذا ما يزيد من التنمية الحيوانية في العراق، والذي يعد مصدرا من مصادر الاقتصاد، إذ كان العراق في وقت سابق يصدر الكثير من الأغنام والمواشي إلى دول الجوار.
ويتفق حسن العفلوكي/ 40 عاما، ويعمل أيضا بتربية وبيع الأغنام، مع الرأي السابق، ويضيف أن تربية المواشي لم تعد مربحة أو مدرة بالنفع كما كانت عليه سابقا قبل بضعة سنوات.
وعزا ذلك إلى غلاء الأعلاف والحبوب، حيث يتراوح سعر الطن الواحد من الشعير بين 650 – 700 ألف دينار، يضاف إلى ذلك كثرة هلاكات الحيوانات التي تسببت بخسارة كبيرة للمربين نتيجة لعدم متابعة الأمراض والقضاء عليها من قبل المستشفى البيطري.
ولفت إلى أن ما يكسبه من مال بعد لا يتناسب مع ما أنفقه من مال في تربية الأغنام والمواشي على مدار العام، مطالبا بدعمهم، مؤكدا انه في حال تحقق هذا الدعم سيدر ذلك بالنفع للحكومة والمربي والمواطن على حد سواء.
وبحسب عدد من المواطنين، فأن أسعار اللحم في السوق المحلية شهدت ارتفاعا هي الأخرى، بسبب الإقبال على شراء الأضاحي وارتفاع أسعار بيعها، مما كان سببا في ارتفاع أسعار الأغنام عموما.
شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/تشرين الأول/2012 - 14/ذو االحجة/1433